المندوب العام للتآزر: كفانا عقليات تكرّس الفئوية والطبقية مشروعنا للجميع وبالعدل فقط نَبني الدولة

في خطاب صريح ومباشر وجّه المندوب العام للتآزر محمد عالي ولد سيدي محمد كلمة قوية هزّت الرأي العام عبّر فيها عن رفضه التام لاستمرار بعض العقليات التي لا تزال تحاول إعادة إنتاج الطبقية والفئوية داخل مؤسسات الدولة وخاصة في إطار البرامج الاجتماعية التي وُجدت لخدمة الفئات الهشة والمحرومة.
قال المندوب بنبرة حاسمة إن برامج التآزر ليست مجالًا للمجاملات السياسية ولا للحسابات الضيقة ولا للمحاباة الجهوية أو الفئوية مؤكدًا أن التآزر مؤسسة دولة تعمل وفق رؤية رئيس الجمهورية وتخضع لمعايير واضحة من الشفافية والإنصاف والعدالة الاجتماعية
من يريد استخدام هذه المشاريع لتمييز فئة على أخرى أو جهة على أخرى فهو خارج روح المشروع وخارج منطق الدولة التي نريد بناءها.
التآزر لكل الموريتانيين دون تفرقة ودون تمييز ودون ولاء إلا للوطن.
وانتقد المندوب العام بشدة ما سماه الذهنية المتخلفة التي ما تزال تتعامل مع الناس من منطلق الانتماء الطبقي أو الفئوي مؤكدًا أن هذا النوع من التفكير لم يعد مقبولًا في موريتانيا الجديدة وأن العدالة الاجتماعية لن تتحقق إلا بتغيير جذري في العقليات قبل السياسات
لا يمكن أن نقضي على الفقر ونحن نُغذّي عقلية التمييز.
ولا يمكن أن نبني دولة حديثة بعقليات لا تزال تحسب للمواطن قيمته بناء على أصله أو طبقته.
كفانا ظلمًا وكفانا صمتًا على التمييز المُقنّع.
أشار ولد سيدي محمد إلى أن برنامج “التآزر” يحمل في جوهره طموحًا حقيقيًا لتغيير حياة آلاف المواطنين الذين كانوا خارج دائرة الاهتمام لعقود لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا المشروع لن ينجح إذا تُرك فريسة للوساطات والمحسوبيات
نحن مسؤولون أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ.
ولن نسمح بأن يتحول التآزر إلى أداة تكرّس الظلم بدل أن تُعالج الفقر.
المعايير واضحة والحق يصل إلى أهله والباب مفتوح للمساءلة.
وفي ختام كلمته وجّه المندوب العام رسالة واضحة لكل من يعمل في الميدان أو يتفاعل مع برامج التآزر، مؤكدًا أن نجاح المشروع رهين بالتعاون والشفافية والابتعاد عن التسييس أو التلاعب بالبيانات.