سهلة منت أحمد زايد… امرأة بحجم وطن

في الساحة السياسية الموريتانية، قلّما نجد نساءً اقتحمن الميدان بشجاعة وثبات مثل السيدة سهلة منت أحمد زايد، رئيسة حزب حواء.
امرأة لم تكتفِ بالشعارات، بل جسّدت التغيير بقراراتها، ودفعت ثمن مواقفها من ظلم وتهميش وإقصاء ممن لم يُعجبهم صوت المرأة حين يعلو دفاعًا عن الحق.
المظلومة الصامدة
واجهت سهلة في مشوارها السياسي والإعلامي الكثير من العراقيل، سواء على مستوى التمثيل أو في مواقفها الجريئة من ملفات حساسة.
لكنها لم تتراجع، بل اختارت أن تكون صوتًا لمن لا صوت لهم، من الفقراء والمستضعفين، وبالخصوص النساء المعيلات والأطفال في الأحياء الهشة.
الإنسانة قبل أن تكون سياسية
بعيدًا عن الأضواء، تنشط سهلة في مبادرات إنسانية خلال الأعياد والمناسبات، وتقدم الدعم الغذائي والمادي للفئات الضعيفة.
كثيرون يشهدون بأنها لا تنتظر الكاميرات لتساعد، بل تفعلها إيمانًا، لا بحثًا عن تصفيق.
السياسية الوطنية
في ملفات الحوار الوطني، والوحدة الاجتماعية، والأمن المجتمعي، لم تغب سهلة عن الطرح والمشاركة. كانت من أوائل من دعوا لحوار جامع بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية، بعيدًا عن الإقصاء. وظلت تطالب بمنح النساء أدوارًا قيادية حقيقية، لا رمزية.
هل آن الأوان لإنصافها؟
رغم كل هذا الحضور، لا تزال السيدة سهلة خارج دوائر القرار الرسمي. وهنا يطرح كثيرون سؤالًا مشروعًا: كيف تغيب امرأة بهذه الكفاءة، والجرأة، والتجربة، عن مواقع صنع القرار؟
وهل آن الأوان لأن تُمنح فرصة لتساهم من موقع رسمي أكبر في خدمة هذا الوطن؟
خلاصة
سهلة منت أحمد زايد ليست مجرد شخصية نسوية سياسية، بل هي قصة كفاح من أجل التغيير، وتجسيد حيّ لإرادة المرأة الموريتانية حين تتحول إلى قوة فاعلة في المجتمع.
قد تختلف الآراء حولها، لكن أحدًا لا يستطيع إنكار: أنها صنعت لنفسها مكانًا في وجدان الناس، لا تشتريه المناصب ولا تلغيه المؤامرات.
بقلم سيدي علي