نساء وادي البيجوج بتكانت ينتقدن التهميش ويطالبن بجهد لإنقاذ أطفالهن
تكانت) – طالبت نساء “وادي البيجوج” التابع لبلدية النميلان في مقاطعة تجكجة بولاية تكانت الحكومة بجهد عاجل لإنقاذ أطفال الوادي الذي يواجهون الموت جوعا.
وتحدث عدد من نسوة التجمع السكني الذي يضم نحو 150 أسرة عن واقع صعب جراء التهميش، والعزلة، وانعدام الخدمات الأساسية، من ماء، وصحة، ودعم زراعي، فضلا عن ضعف المتوفر من التعليم.
سوء التغذية
وأكدت النسوة في حديث لفريق وكالة الأخبار انتشار سوء التغذية في صفوف الأطفال، وكذا أمراض الإسهال، والضعف البدني العام، وبطء النمو.
سعدنا بنت ميمو قال إنه لديها توأمين ضعيفين، لكنها تعرف سبب هذا الضعف، فهو انعدام ما يأكلانه.
وأشارت بنت ميمو إلى أنها زارت بهما النقطة الصحية في قرية “أكفان” التي تبعد عنهم نحو 15 كلم، لكن لم يكن لدى النقطة الصحية ما تقدمه لهم.
وطالبت بنت ميمو باسم ساكنة الوادي الحكومة بتدخل عاجل لمساعدة السكان، ولإنقاذ حياة الأطفال بشكل خاص.
فيما تحدثت بصري بنت محمد عن إصابة ابنتها ذات العام وأشهر قليلة بالإسهال، والحمى، وطالبت بتوفير مركز صحي في التجمع السكاني.
انعدام الخدمات
فيما تؤكد منة بنت ينج انعدام ضروريات الحياة في القرية، فلا مياه صالحة للشرب، وعليهم أخذ المياه من مناطق أخرى عبر حملها على العربات والحمير، أو على الأيدي، مردفة أنه تعاني الآن آلاما في ظهرها بسبب حمل خزانات المياه.
كما أن القرية لا تتوفر على خدمات صحية، والمرضى يموتون في الطريق أثناء نقلهم إلى المراكز الصحية على العربات، كما تضع النساء مواليدهن، كما أن المدرسة التي تؤوي أطفال القرية توجد تشققات في سفقها تعرض الأطفال للإصابات بأمراض مختلفة.
وتتحدث بنت ينج بحسرة عن انعدام السدود في الوادي الذي توجد فيه العديد من المناطق الزراعية، معتبرة أنه لو توفرت لهم هذه السدود، ودعموا في المجال الزراعي لما احتاجوا لأي كان.
وتستغرب بنت ينج أن تكون قريتهم هي الوحيدة في المنطقة لا تتوفر على هذه الخدمات، ولا توجد لديها سدود.
وترى بنت ينج أن هذا الواقع جعل الحياة في القرية غاية في الصعوبة، وأدى لعجز ساكنتها عن توفير الغذاء الضروري لهم ولأطفالهم، وهو ما اضطرهم لاستخدام ما تيسر من مواد قد لا تكون ذاك قيمة، بل قد لا تكون صالحة للاستعمال البشري.
الموت أرحم
افطيم بنت سالم، وهو مسنة من سكان القرية طالبت الحكومة بتدخل عاجل لتغيير واقع القرية، ومساعدة سكانها، أو قتلهم عبر استخدام مواد سامة، لأن الموت أرحم بهم من واقعهم الحالي.
وقالت بنت سالم إن حفيدها يبكي كل يوم، ويطلب منه الخبز، لكن الخبز غير متوفر في القرية، وحتى لو توفر فهي لا تملك ما تشتريه به.
ولفتت إلى أن ابنتها جاءتها خلال الأسابيع الماضية وهي حامل، وبعد فترة دخلت مرحلة الوضع، وكان عليهم نقلها إلى “إكفان”، ومنها إلى “النيملان”، حيث تم رفعها إلى تجكجة.
وقالت بنت سالم إنهم اضطروا لجمع الأموال عبر كل السبل لإنقاذ حياتها، كما تركتها عند أختها في النيملان، لأنها لن تتحمل الحياة في القرية، مشيرة إلى أن تراها كل ليلة أثناء نومها بسبب قلقها على صحتها.
وأكدت بنت سالم أنها لم تتمكن إلى الآن من قضاء الديون التي تحملتها من أجل توصيل ابنتها إلى المركز الصحي في إكفان، ومنه إلى النميلان، ثم إلى تجكجة.
لا تخفي وضعية أطفال القرية ومسنيها، حالة العوز والفقر المنتشرة بين السكان، كما أن لكل واحد منهم قصة تختلف عن قصة الآخر في تفاصيله، وتتفق في المعالم العامة للمعاناة، وأن سبب الفقر، وما يصفه السكان بالتهميش، والإقصاء، وانعدام الاهتمام الحكومي.