الصحافة الموريتانية تنظم ندوة تأبينية للكاتب والإعلامي محمد بابته| البيان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آآله وصحبه


أيها السادة الحضور
باسم الصحافة الموريتانية نشكر جميع من تجشموا عناء التنقل لمشاركتنا تخليد ذكرى رحيل فقيدنا المغفور له محمد ولد بابته، أحد القامات الصحفية والوطنية السامقة ، الذي يعتبر تخليدا لجيل صحفي كان لأفراده الحق في أن نخلدهم، تثمينا للجهود التي بذلوها للذود عن حرمة المهنة والمحافظة على قدسيتها.. ونحن ننتهز هذه الفرصة للترحم على من ودعنا منهم ودوام الصحة لمن بقي على قيد الحياة.

إنها لساعة حزن أن نلتقي اليوم في غياب أستاذنا وزميلنا محمد ولد بابته
وإنها لساعة طيّبة أيضا ، بمناسبة سنة على رحيله، أن نتذكر رمزا وطنيا وزميلا علْمًا غزيرًا وأخلاقا دمثة ورفقة طيبة . وليس الرجل غير أثرِه ،
وقد قال الشاعر أبو العتاهية في حتمية الموت:
هُوَ المَوتُ فَاصنَع كُلَّما أَنتَ صانِعُ
وَأَنتَ لِكَأسِ المَوتِ لا بُدَّ جارِعُ

يموت الرجل ويبقى أثره. وأثر أستاذنا وزميلنا طيب جميل. وما غزارة المشاركين في هذا الحفل التأبيني- زملاء وإخوة ومحبين من مختلف فئات هذا الشعب- إلا دليلا على المكانة الكبيرة والأثر الطيب الذي تركه الفقيد في نفوس من عرفوه.


لقد كان المغفور له محمد ولد بابته، حسب من عايشه من الزملاء، إلى جانب كونه صحفيا لامعا وموظفا ساميا، ، فقد ظل بسيطاً في مسلكه ، صلباً في مواقفه ، شديد الاعتزاز برأيه متواضعاً أمام رأي الآخرين ، عفيفاً في حياته قريباً من الزهد ، هادءاً وصبوراً نزيهاً في حكمه علي الناس والوقائع والظروف، وواقعياً في فهمه للحقائق ومرناً حين تشتد الحاجة للتسويات ، رغم صلابة النضال والحماس الوطني وضخامة ما يراوده من الأحلام، لقد كان – علي الإجمال – رجلاً من طينة الكبار..


أسمحوا لنا فنحن لم نأت للكلام، وإنما للإستماع لمآثر الرجل وشهادات من عايشوه صحفيا وإداريا وأخا، إنها فرصة للتعبير عن كل ذلك .. راجين أن تفتح هذه المبادرة الباب عن الإعلان عن جائزة باسم الراحل، للأعمال الصحفية والابداعية.

فقد رسم محمد ولد بابته لنفسه نهجا، كان فيه نعم الصحفي الصادق والعامل الجدي .. شهد بذلك زملاؤه وكلّ من عرفه… فكان خير قدوة ومثالٍ.
رحم الله فقيدنا ، ورزق كلّ من عرفه وأحبّه جميلَ الصبر والسلوان

زر الذهاب إلى الأعلى