مهرجان أوميكرون: “إلغاء مهرجان أفضل من إلغاء حياة”
في الوقت الذي يحصد الفيروس التاجي في صمت مزيدا من الأرواح في بلادنا وعبر العالم، وتمدد دول في الجوار تعليق الرحلات الجوية لشهر إضافي، وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى إلغاء بعض الاحتفالات بأعياد نهاية السنة؛ في هذا الوقت بالذات يستعد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لتنظيم مهرجان جماهيري، وسط صمت متمالئ للسلطات الصحية والسياسية.
لا معلومات حتى الآن حول وصول المتحور أوميكرون إلى بلادنا، غير أننا على الأقل على علم بوصوله إلى دول الجوار ومطلعون على ما يحمله من مخاطر من حيث تسارع الانتشار والقدرة على الدفع بالأنظمة الصحية القوية إلى الانهيار السريع ومن باب أولى تلك المنهارة أصلا أو التي هي على حافة الانهيار.
من الناحية السياسية، يبدو مهرجان الحزب الحاكم أقرب إلى العبثية، لأنه لا معنى لتنظيم مهرجان لمجرد أن حزب تواصل نظم مهرجانا، أو لأن بعض القيادات الفاقدة أصلا للسند الشعبي، تتوق إلى الظهور أمام الحشود أو إلى ترديد بعض الشعارات الممجدة للرئيس والساعية لأن تجعل من بعض خطبه الأخيرة “إيديولوجيا خلاص” جديدة تعد بصهر فولاذ الرتابة والبطء والتأخر والعجز.
أما من الناحية الصحية فيبدو الأمر أقرب إلى الانتحار الجماعي، حيث أن فتح المجال أمام اجتماع المئات إن لم يكن الآلاف في حيز واحد، إضافة إلى تكديس سكان الهامش في باصات وشحنهم إلى قلب العاصمة؛ يعتبر مغامرة غير محسوبة العواقب في زمن لا يتفشى فيه فيروس كورونا فقط وإنما أيضا أنفلونزا الخنازير وربما غيرها من أنواع الأنفلونزا المتكاثرة في فترة الشتاء!
صباح اليوم، ينصح مدير منظمة الصحة العالمية الكثيرين عبر العالم بأن “إلغاء احتفال أفضل من إلغاء حياة”، بينما يتجاسر الاتحاد من أجل الجمهورية على المضي قدما في تعريض حياة المواطنين للخطر؛ مع أنه ما يزال في الإمكان توقيف الكارثة قبل حصولها ووضع حد لحالة حماس تأتي في غير محلها وفي غير توقيتها.