بمشاركة 6 دول.. مناورات بحرية غربي المتوسط لمواجهة تهديدات الصين وروسيا
شاركت المملكة المتحدة في مناورة بحرية فرنسية ضخمة لمواجهة “التهديدات الناشئة” لكل من بكين وموسكو، فيما أرسلت الولايات المتحدة طائرات وسفناً عسكرية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية في تقرير، الأحد، عن رئيس أركان القوات البحرية الفرنسية، الأميرال بيير فاندييه، قوله إن الصراعات المستقبلية من المرجح أن يتم خوضها في البحر وفي المجال السيبراني، مؤكداً أن “عمليات التسلح السريع” لدول مثل الصين وروسيا تمثل مصدر تهديد محتمل.
جاءت تصريحات فاندييه بعد مشاركة البحرية الفرنسية وقوات من 5 دول حليفة، من بينها بريطانيا، في تدريبات “بولاريس 21” في غرب البحر المتوسط، وهي مناورات “استثنائية” امتدت لأسبوعين وتهدف إلى الاستعداد لـ “تهديدات مركبة”، حسب الصحيفة.
وأضاف فاندييه في خطاب ألقاه أمام طاقم حاملة الطائرات “شارل ديجول” والصحافيين بعد انتهاء تدريبات “بولاريس 21″، “على مدار السنوات العشرين الماضية، شاهدنا مشاركة القوات البحرية في معارك وقعت أساساً على الأرض، مثل سوريا، والعراق، وليبيا. اليوم، البيئة البحرية تواجه -أو ستواجه- تحدياً يتمثل في الغواصات، والهجمات السيبرانية، والهجمات الفضائية، والحرب البحرية. مهمتنا هي فهم هذه العناصر في مسرح العمليات”.
وتابع فاندييه، “نشاهد اليوم زيادة قوات بحرية إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما كانت عليه. لقد شاهدنا نمو البحرية الصينية بمقدار ثلاثة أضعاف في 10 سنوات، حتى أنها تجاوزت الآن البحرية الأميركية”.
التسلح الدولي
وأكد رئيس أركان القوات البحرية الفرنسية، أن إعادة التسلح الدولي السريع كان يتسبب في إحداث الفوضى ويتلاعب بـ”حجر أساس الاستقرار الدولي”.
وقال: “لا يمكننا الانتظار حتى فوات الأوان، لا يُمكن مباغتتنا، علينا إثبات مصداقيتنا. في عالم غير مُقيد، وغير واضح، ومتقلب، إذا أردنا الحصول على الاحترام، يجب أن نظهر شراستنا. علينا الاستعداد للقتال في جميع المواقف”.
وحذر فاندير من أن “المسيرة الإجبارية” لتوسيع أساطيل معينة لم يذكر اسمها في البحر المتوسط (من الواضح أنها روسيا) والصين في المحيط الهادئ تشكل التهديدات الرئيسية.
وتُعد تدريبات “بولاريس 21” واحدة من أكبر التدريبات البحرية الدولية على الإطلاق، حيث يشارك فيها 6 آلاف جندي من 6 دول، جميعها في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ونصف البحرية الفرنسية وشاركت في التدريبات 24 سفينة حربية من الولايات المتحدة، وإيطاليا، وإسبانيا، واليونان، وبريطانيا.
توترات بحر الصين الجنوبي
كانت صحيفة “ساوث تشاينا مورننج بوست“، ذكرت في تقرير منفصل، أن الصين تولي أهمية لمنطقة جنوب شرق آسيا في جهودها الدبلوماسية، وتعهدت بتعزيز العلاقات مع المنطقة للتركيز أكثر على التعاون الأمني وتمويل عملية التنمية، في الوقت الذي تتنافس فيه القوى الكبرى بما في ذلك الصين، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لتوسيع نفوذها في المنطقة.
ونقلت عن الرئيس الصيني، شي جين بينج، قوله إن العلاقات بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” سترتقي من الشراكة الاستراتيجية لتصبح شراكة استراتيجية شاملة، ما يعني بصورة عامة تعزيز التعاون الأمني.
وأشارت إلى أن علاقات الصين مع دول جنوب شرق آسيا كثيراً ما تتأثر بالنزاع الجاري في بحر الصين الجنوبي واستراتيجيات الدول الأخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ولفتت إلى إرسال الولايات المتحدة طائرات وسفناً عسكرية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعهدت بتقديم الدعم الأمني للدول المطالبة بالسيادة على بحر الصين الجنوبي.
وكانت الولايات المتحدة أجرت ما لا يقل عن “5 عمليات عبور” هذا العام، شملت عبور سفنٍ بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب فيتنام والفلبين وتايوان بالسيادة.
وأفاد مركز أبحاث صيني، بأن الولايات المتحدة وسّعت أيضاً نطاق رحلاتها الشهر الماضي بإرسال طائرة دورية فوق مضيق تايوان، على بعد نحو 16 ميلاً بحرياً (29 كيلومتراً) من المياه الإقليمية الصينية. ولم يفصح المركز عن المسافة السابقة، وفقاً لـ “بلومبرغ”.