بيان رد على بيان “”حزب الإتحاد من أأجل الجمهورية””

أصدرت جبهة التغيير بيانا قبل قليل ترد فيه على مغالطات في بيان صادر عن حزب الإتحاد حيث تجاهل الحديث عن الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطنون على شتى الأصعدة من ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة و تردي الحالة الأمنية و انتهاك حقوق الإنسان من اعتقالات و تكميم الأفواه و مصادرة الآراء…إلخ

بسم الله الرحمن الرحيم 

جبهة التغيير (FC)        2021/11/03

     بيان :
وزع حزب الإتحاد بيان تداولته بعض وسائل الإعلام، تجاهل فيه عن قصد الحالة المزرية التي يعيشها المواطنون جراء الأزمات المتعددة والمتزامنة التي يتعرض لها البلد من غلاء في المعيشة وانعدام للأمن ونقص في الأدوية ومن تدهور شامل طال خدمات الماء والكهرباء ومن تجذر الفساد وانتشاره وتزايد المحسوبية والزبونية والرشوة في المرافق والخدمات العمومية وانتشار البطالة ومن مضايقات للحريات شملت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام واصحاب الرأي والمدونين.
 
إن تجاهل الحزب اليوم لحالة الشعب الموريتاني يعكس الطبيعة الإستبدادية لقادة هذا الحزب المعينين برسوم رئاسي شفهي والمفروضين على قواعده فرضا وانفرادهم بالقرار واعتمادهم على سياسة الترهيب والترغيب لتمرير قراراتهم  ويعكس أيضا حالة الإنفصام التام بين القواعد الشعبية والمنتخبين المحليين وبين قادة الحزب، وإلا فكيف يمكن لحزب يحترم نفسه ويحترم الشعب أن يخرج ببيان مماثل في هذه الظرفية بالذات.

لايريد الشعب من الرئيس ولامن حزبه من بعده تبرير ارتفاع الأسعار دوليا أو محليا، ولا يريد الشعب ولم يعد يطيق سماع خطابات التنظير والتنويم والتهدئة التى لافائدة منها، الشعب يريد الإنقاذ العاجل من أجل وضع حد لحالة التردي الاقتصادي والاجتماعي التي أنهكت البيوت وعطلت الشباب وشردتهم وفككت الأسر .
يريد منكم الشعب اليوم الاعتراف بالعجز والتنحي قبل فوات الأوان. 

لغة الاستخفاف والاستحقار التي استخدمها البيان لم تتوقف عند التجاهل والتغافل فحسب بل تبجح الحزب في البيان ‘بعبورنا لأكبر محنة صحية عرفتها  البشرية’. إنهم، أي قادة الحزب وبطانة القصر وقادة أحزاب التهدئة، يتحدثون عن أنفسهم، محنة تصدى لها النظام بتقسيم مليارات صندوق الكوفيد وصفقات التراضي على هذه الطبقة الفاسدة، ورفع الجمركة عن تجاره، دون رقابة أو متابعة، فغلت الأسعار واستغنى التجار وعانى المواطن الفقير عبء الجائحة مكبلا بأغلال الغلق وحظر التجوال وعوز الحال.
ولم يقف فجور الحزب عند هذا الحد، فقد زعم في بيانه أن الفقراء يحسون أنهم معنيون بثروة بلدهم (في استدراك لمقابلة الرئيس مع قناة افرانس 24) من خلال البرامج الملامسة لهمومهم عن قرب. برامج تجلت في فشل المؤسسات الخدمية العامة وانعدام ضروريات الحياة اليومية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم، والتي عبرت عنها المظاهرات اليومية التي عمت التراب الوطني، التي تم  منعها والتنكيل بها رغم سلميتها وطابعها الشرعي. 
لقد فقد الفقراء كل أنواع  الإحساس، حتى بالإنتماء للوطن، من هول ما سامهم تجاره و طبقته السياسية المتلونة من العذاب. وبدل من تركيز جهوده وموارده المالية والبشرية على مهمته الأصلية، اختار النظام سياسة الهروب إلى الأمام بالتهدئة وبترضية الطبقة السياسية من خلال فتح باب التشاور والتفاهم على حساب الشعب وبسن قانون الرموز سيّء الصيت، قانون تكميم الأفواه وتمجيد الفرد والكرسي وتكريس إرهاب الدولة لتضييق الخناق على الأصوات والأقلام الحرة، في مخالفة واضحة وصريحة لدستور البلاد. 
فتم تعذيب الشباب والنساء في انوذيبو وأزويرات نواكشوط وكوبني وأركيز وبابابى فقط لرفضهم للفساد وللمحسوبية ولمطالبتهم بحقوقهم الشرعية عبر التظاهر السلمي المشروع.  

ولم يكتفِ الحزب بانزلاقه إلى ولاية أترارزه في موكب من السيارات الممردة من قوارير، على حساب من فقدوا  الإحساس والشم والذوق من الفقراء، فكشفت مخيلة  تملقهم عن ساقيها وانطلقت تسابق العبارات إلى أن وصلت درجة القول: إن زيارة الرئيس حققت نتائج باهرة . 
في الوقت الذي لم يجد فيه البيان الهزيل من انجازات يمكن ذكرها سوى إسقاط جزء من الديون ووضع الحجر الأساس لجسر روصو ، وهما ليسا سوى جزء يسير من إرث عشرية الرئيس السابق الذي تنكر له النظام وزج به في سجن تعسفي ظالم وجائر في خرق سافر لدستور البلاد وتجيير للقضاء واستغلاله لتصفية الخصوم السياسيين بشكل يُقوّض اللعبة الديموقراطية من أساسها وذلك بتعطيل مبدأ الفصل بين السلطات.

إننا في جبهة التغيير ننصح حزب الاتحاد بالابتعاد عن مثل هذا النوع من المغالطات وبالتستر على شبه  الإنجازات العدمية لنظامه الفاشل. 
كما ندعوا جميع القوى الحية إلى الوقوف ضد مثل هذا النوع من البيانات التى لا تخدم إلا طبقة التلون والتزلف وينحصر الهدف منها في التقرب إلى الحاكم وتغطية الفشل والفساد. 

قد تصنع سياسة التضليل والكذب أقدامًا من الوهم لكنها أقدامٌ لن تتمكن أبدا من صعود جبال اليقين .

جبهة التغيير 
نواكشوط 03/11/2021

زر الذهاب إلى الأعلى