خطاب معالي وزيرة العمل الاجتماعي و الطفولة و الاسرة السيدة الناها هارون الشيخ سيديا بمناسبة القمة الثالثة حول بنات افريقيا
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
صاحب الفخامة السيد محمد بازوم ، رئيس جمهورية النيجر؛
صاحبة السعادة السيدة اميرة الفضيل مفوضة الاتحاد الافريقي المكلفة بالصحة و الشؤون الانسانية و التنمية الاجتماعية ؛
معالي وزيرة المرأة و الاسرة و الطفل في جمهورية النيجر ؛
أصحاب المعالي الوزراء؛
السادة و السيدات اعضاء السلك الدبلوماسي المشارك؛
السادة و السيدات: ممثلي المنظمات الدولية
ايها الجمع الكريم
يسرني في البداية ان اتوجه بجزيل الشكر والامتنان الى جمهورية االنيجر الصديقة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال و على الدعوة الكريمة التي وجهت لبلادنا للمشاركة في المؤتمر الثالث للبنت الافريقية، بما يمثله من فضاء متميز لتبادل الخبرات في كل المجالات المتعلقة بترقية و حماية حقوق البنت في قارتنا الحبيبة.
كما يسعدني ان استعرض من هذ المنبر تجربة بلدي موريتانيا بوصفه خطَ وصلٍ بين افريقيا الشمالية و البلدان الافريقية ماوراء الصحراء وهو الموقع الذي أكسبنا تنوعا ثقافيا واجتماعيا يشكل احدى مميزات شعبنا الكريم.
و اذا كانت هشاشة الفتاة في مجتمعاتنا الافريقية مازالت مرتبطة بشكل كبير بالعنف المبني على اساس النوع و الممارسات الضارة المنسوبة في اغلب الأحيان للتقاليد و الثقافة المجتمعية، فإن الأزمة الصحية العالمية التي سببها كوفيد 19 فاقمت تلك المعوقات وساهمت في تراجع ملحوظ للمكتسبات التي بذلت الحكومات جهودا معتبرة لتحقيقها.
فخامة الرئيس؛
ايها السادة و السيدات.
تنتهج موريتانيا سياسة مبنية على تحقيق الرفاه المشترك لصالح مختلف مكونات المجتمع حيث جعل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ بداية مأموريته من الحد من الفوارق القائمة على اساس النوع الاجتماعي سبيلا و هدفا لتمكين المرأة الموريتانية و اشراكها في مختلف دوائر صنع القرار. كما وجه الحكومة إلى الاستغلال الامثل للفوائد العديدة التي يتيحها العائد الديموغرافي و الذي تحتل البنت جزءا معتبرا من انعكاسه على الحياة الاجتماعية والاقتصادية .
كما تعمل الحكومة على تنفيذ العديد من البرامج التنموية التي تستهدف بالأساس النساء وخاصة الفتيات و معيلات الأسر.
فخامة الرئيس؛
أيها السادة و السيدات.
تحظى المرأة و البنت في موريتانيا باولوية في الاستراتيجيات و البرامج التنموية و في هذا السياق أود أن أتقاسم مع الحضور الكريم أهم المقاربات الناجحة التي اعتمدناها في مجالات: تمكين المرأة و تعليم البنت و محاربة الممارسات الضارة بصحتها و التصدي لزواج الأطفال.
فبخصوص وضعية المرأة الموريتانية فهي تمثل نسبة 52% من المجتمع و أغلب هذه النسبة من الفتيات. ولها حضور معتبر في الحكومة حوالي 20% من أعضاء الحكومة، فضلا عن توليها لمناصب أخرى حساسة مثل إدارة ديوان الوزير الأول، كاتبة عامة لبعض الوزارات الهامة وتمثيل معتبر في السلك الدبلوماسي وكذلك في القضاء و الأمن والدفاع، وعموما هي تمثل حوالي 35% من موظفي ووكلاء الدولة.
وبالنسبة للوظائف الانتخابية فهي تمثل أكثر من خُمس مجلس النواب وتتولى رئاسة المجلس الجهوي للعاصمة وتمثل حدود 35% من المستشارين البلديين و الجهويين.
وبخصوص المقاربات التي اعتمدتها بلادنا للنهوض بالفتاة الموريتانية فهي ترتكز على نشر المفاهيم و التعاليم الاسلامية الصحيحة و محاربة تلك المنسوبة خطأ للإسلام مما سهل التسريع في التخلي عنها و خلق تغييرات في المسلكيات تتحسن من جيل لإخر.
و في هذا السياق حققنا إنجازات معتبرة نذكر منها القضاء على جُلِ المعوقات الاجتماعية التي تحول دون التحاق البنت بالتعليم و الاستمرار في مختلف مراحله، كما تم إعداد الفتاوى و المصوغات الشرعية للتخلي طوعا عن الممارسات الضارة بالبنت من زواج مبكر و مخلفاته العديدة و كسر دائرة العنف و الغبن التي كانت تعاني منهم.
كما تعتمد بلادنا مقاربة طموحة لتشجيع تمدرس الفتيات وذلك من خلال البحث في الأسباب والمعوقات و العمل على تجاوزها، ومن ذلك تشجيع الأسر في أوساط هشة لتعليم فتياتهم وتوفير النقل المدرسي للمهددات منهن بالانقطاع عن الدراسة في الوسط الريفي، فضلا عن تنظيم حفل سنوي لتكريم الفتيات المتفوقات.
كما نسعى لاستغلال الإمكانات الهائلة لتقنيات الاتصال الجديدة بُغية تثقيف و تعبئة المجتمعات للنهوض ضد الممارسات و المسلكيات التي مازالت تحول دون حصول البنت على حقوقها كاملة و اعدادها من اجل الوصول الى افريقيا التي نريدها في حلول 2063.
فخامة رئيس الجمهورية؛
أيها الجمع الكريم .
لا يسعنى قبل ان أنهي كلمتي الا ان اذكر بالمقولة الشهيرة لأحد كبار مفكري قارتنا السمراء حيث يقول : ” إن شعبا لا يوظف طاقات رجاله و نساءه معا كانسان، لا يستخدم احد سواعده” وعليه فان البنت اليوم هي المرأة غدا و الغد الذي نريده ينبغي ان تكون سماته الاساسية المساواة و الأنصاف و التكامل .
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته