جيرار بوشر الواجهة الجديدة لمنتخب المرابطون

يقود المدرب الفرنسي جيرار بوشر اليوم المرابطون أمام زامبيا، في أول مباراة له منذ استلامه المهمة التدريبية بشكل مؤقت، بعد إقالة مواطنه كورنتيان مارتينز.

يبدأ بوشر اليوم تجربة جديدة كمدرب بعد عامين من قدومه إلى موريتانيا كمدير فني في الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، ونحن سنسلط الضوء على مسيرة هذا المدرب، ليتسنى لها أن نرى ما إذا كان بوشر سينجح في إقناع الإدارة من خلال المباراتين المتبقيتين من تصفيات المونديال، وبالتالي يكفيها عناء البحث عن مدرب جديد للمنتخب، أم سيظل مجرد محطة مؤقتة في مسيرة الجهاز الفني ل”لمرابطون”؟.

من هو جيرارد بوشر؟

في الخامس من نوفمبر عام 1960، ولد المدرب الحالي المؤقت لمنتخب المرابطون؛ جيرار بوشر، بالجزائر العاصمة، وهو لاعب كرة قدم فرنسي سابق، لعب كمهاجم مركزي من منتصف السبعينيات إلى منتصف التسعينيات.

وبدأ مسيرته الكروية مع اليافعين في نادي نيس الفرنسي، ثم لعب مع نانت، وبريست وماتا راسينغ، ليعود بعدها إلى نيس، حيث أنهى مسيرته كلاعب.

ليطرق بعد ذلك عالم التدريب، من خلال بوابة ناديه السابق نيس، لينتقل بعد ذلك إلى تونس، حيث قضى معظم حياته المهنية، وقام بتدريب أندية الحمام وبزرت ومارسا.

جيرار بوشر اللاعب

بدأ جيرار بوشر لعب كرة القدم في EP Manosque، ولم يكن حينها قد تجاوز سن الخامسة، ليتم رصده بواسطة كشافة نادي نيس، وانضم إلى هذا الأخير وهو في سن 14، وظهر مع الفريق الأول لأول مرة خلال موسم 1977-1978، ليعتمد عليه المدرب في التشكيلة الأساسية حينها.

وبعد تقديمه أداء جيدا مع نيس، تم استدعائه لمنتخب الفرنسي تحت 21 سنة في مباراة ضد هولندا في 25 مارس 1980، وفي ابريل من نفس العام، تم استدعاؤه للمنتخب الفرنسي الأولمبي، للعب مباراة حاسمة ضد إسبانيا في التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية 1980 في موسكو، وخسر الفرنسيون بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.

وبعد هبوط نادي نيس لدوري الدرجة الثانية الفرنسي، نهاية موسم 1982، قرر بوشر البقاء في ناديه، رغم تلقيه لعروض عديدة، إلا أنه انتقل في العام الموالي إلى إف سي نانت، لكنه فشل في إثبات وجوده، ثم انضم إلى نادي بريست، الذي قضى معه الموسم الأول بشكل جيد، حيث سجل 19 هدفًا.

وفي عام 1986، ظهر لأول مرة بالقميص الأزرق مع المنتخب الفرنسي، في 19 أغسطس، ضد سويسرا في مباراة ودية خسر فيها الفرنسيون هدفين دون مقابل، وكان قد سجل في ذلك العام خمسة عشر هدفًا في الدوري، وأنهى الموسم في وصافة الهدافين خلف برنارد زينيير، الذي سجل 17 هدفًا.

بعد ثلاث سنوات في نادي بريست، انضم إلى نادي ماترا راسينغ، عام 1987، وفي العام الموالي، تمت إعارته إلى مونبلييه، ثم عاد بوشر إلى بريست في عام 1989، وفي العام التالي، وقع مع نادي فالنسيان، الناشط في الدرجة الثانية، وفشل معه في سباق التسلق نحو الدرجة الأولى، ثم عاد إلى نادي بداياته الاحترافية؛ نادي نيس، والذي ينشط حينها في الدرجة الثانية أيضا، وخاض معه 15 مباراة فقط في موسمين، وأنهى مسيرته بلقب بطل دوري الدرجة الثانية الفرنسي عام 1994.

المسيرة التدريبية لبوشر

بعد نهاية مسيرته الكروية، انتقل جيرارد بوشر إلى مقاعد الفنيين، دون أن يتخلى عن المستطيل الأخضر، حيث ظل يلعب كهاوٍ في ROS Menton من 1994 إلى 1996 ثم في US Cagnes sur Mer من 1996 إلى 1998.

وبالتزامن مع ذلك، أشرف بوشر على تدريب أشبال نادي كانوا، من 1996 وحتى 1999، ثم الفريق الاحتياطي في 1999، ليصبح بعد ذلك مدربًا لنادي نيس تحت 15 سنة في عام 2000، وبناءً على طلب من الإدارة تولى مسؤولية الفريق الاحتياطي في مارس 2002.

في عام 2008، أصبح مسؤولاً عن مركز تدريب نادي الترجي الرياضي في تونس، ليتم تعيينه في 1 نوفمبر 2009 كمدرب لنادي حمام الأنف الرياضي في الدوري التونسي، في مكان فتحي العبيدي بهدف إنقاذ النادي من الهبوط، وفي نهاية الموسم احتل نادي حمام الأنف المركز التاسع في الدوري التونسي.

وفي يونيو 2010، عُين جيرارد بوشر مدربا لنادي البنزرتي الرياضي لموسم 2010/2011، بعد شهرين من تعيينه، تمت إقالته بعد هزيمتين في الأيام الثلاثة الأولى، وانضم إلى نادي المرسى في ديسمبر من نفس العام، خلفا للحبيب الماجري، وفي نهاية الموسم جدد مع نادي المرسى لموسمين آخرين، واحتل معه المركز الخامس في البطولة المحلية عام 2013، وصعد في نفس العام إلى نهائي الكأس أمام نادي بنزرت، وخسر تلك المباراة بهدفين مقابل هدف واحد.

وغادر بوشر نادي المرسى التونسي في يونيو 2013، وانضم إلى نادي اتحاد كلباء الإماراتي من الدرجة الثانية، في عقد لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد بهدف إعادة النادي إلى الدرجة الأولى، ولم يستمر على رأس الفريق، سوى لمدة ستة أشهر، ليعود في مارس 2014، إلى تونس لتدريب نادي حمام الأنف الرياضي بهدف إنقاذه من الهبوط إلى الدرجة الثانية، واستقال من منصبه في مارس 2015 إثر مشاكل تنظيمية مختلفة واجهتها البطولة التونسية.

وفي أغسطس 2015، أصبح المدير الفني لنادي الترجي الرياضي التونسي، حيث وقع معه عقدًا لمدة ثلاث سنوات، وبقي في منصبه لمدة عام واحد فقط وغادر النادي في يونيو 2016، وفي أغسطس، وقع مجددًا مع نادي المرسى لموسم واحد، وبعد أربع هزائم في بداية البطولة، أقيل من منصبه في 18 أكتوبر وحل محله عادل السليمي.

عشر سنوات بين أندية تونسية شكلت محطات مختلفة في ملفه التدريبي تخللتها تجربة قصيرة في الإمارات لم تعمر كثيرا مع اتحاد كلباء الإماراتي الذي قضى معه نصف موسم، ولم تحمل مسيرته التدريبية أرقاما أو بطولات كبيرة.

وفي عام 2019، جاء إلى موريتانيا ليعمل كمدير فني للمنتخبات في الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، وفي الأيام الأخيرة من شهر اكتوبر 2021، أعلن في نواكشوط عن تعيينه مدربا مؤقتا للمنتخب الموريتاني الأول، الذي سيخوض معه مباراتين هما الأخيرتين في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر.

تجدر الإشارة إلى أن منتخب المرابطون فشل في تحقيق الانتصار خلال مبارياته الأربعة الأولى في التصفيات، حيث خسر في ثلاث مناسبات وتعادل مرة واحدة أمام تونس، ليفشل بذلك في الحصول على بطاقة العبور إلى الأدوار الإقصائية المؤهلة لكأس العالم.

إلا أن أهمية هاتين المباراتين تكمن في كونها تشكل اختبارا مهما لجاهزية وقدرات الفريق، الذي سيشارك في بطولتين (كأس العرب وكأس أمم إفريقيا) خلال أقل من ثلاثة أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى