ماذا يفعل الذباب بطعامك عندما يهبط عليه؟.. وهل ينبغي التخلص منه حقا؟!
كشف خبراء أن معظم أنواع الذباب المعروفة التي يزيد عددها عن 110000، ليس لها أسنان، لذا لا يمكنها مضغ الطعام الصلب، حيث تشبه أجزاء أفواهها القش الإسفنجي.
وبمجرد أن تهبط على طعامك، فإنها تحتاج إلى إطلاق العصارات الهضمية لتسييلها إلى حساء مهضوم مسبقا، ويمكن ابتلاعه. وباختصار، بعض الذباب يتبع نظاما غذائيا سائلا.
ومن أجل احتواء المزيد من الطعام في بطونها، يحاول بعض الذباب تقليل السوائل في ما أكلوه بالفعل. وتقوم الحشرات بتجفيف الطعام إلى فقاعات من القيء لتجفيفه قليلا. وبمجرد أن يتبخر بعض الماء، يمكنها تناول هذا الطعام الأكثر تركيزا.
ولا يحتاج البشر إلى القيام بكل هذا البصق والقيء للحصول على العناصر الغذائية من الطعام. ولكن الإنسان ينتج عصيرا هضميا في اللعاب، وهو إنزيم يسمى الأميليز، والذي يقوم بالهضم المسبق لبعض الخبز أثناء مضغه.
ويحلل الأميليز النشاء، الذي لا يمكنك تذوقه، إلى سكريات بسيطة مثل الغلوكوز، والتي يمكنك تذوقها. ولهذا السبب يصبح الخبز أحلى كلما طالت مدة مضغه.
وبمجرد هبوط الذباب، يستخدم المستقبلات الموجودة على الأقدام لتحديد الطعام.
وربما لاحظت ذبابة تفرك ساقيها معا، مثل عميل جائع يستعد لتناول وجبة. وهذا ما يسمى الاستمالة – فالذبابة تقوم في الأساس بتنظيف نفسها، وتنظف أيضا مستشعرات التذوق على الشعيرات الناعمة لأقدامها، للحصول على فكرة أفضل عما يوجد في الطعام الذي هبطت عليه.
– هل يجب عليك التخلص من الطعام الذي سقطت عليه الذبابة؟
عندما تلمس ذبابة شطيرتك، فمن المحتمل ألا يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي هبطت عليه في ذلك اليوم. غالبا ما يجلس الذباب على أشياء جسيمة، مثل القمامة أو الطعام المتحلل، المليء بالميكروبات. ويمكن للجراثيم أن تنطلق في رحلة، وإذا بقيت الذبابة لفترة كافية، فقد تقفز إلى وجبتك.
وهذا أخطر بكثير من لعابها، لأن بعض الميكروبات يمكن أن تسبب أمراضا، مثل الكوليرا والتيفوئيد. ولكن، إذا لم تظل الذبابة لفترة أطول من بضع ثوان، فإن فرص انتقال الميكروبات تكون منخفضة، وربما يكون طعامك جيدا.
ولمنع الحشرات من الهبوط على طعامك، يجب عليك دائما تغطيته. وإذا كان منزلك موبوءا بالذباب، يمكنك استخدام مصائد بسيطة للتخلص منه. ويمكن للنباتات آكلة اللحوم أيضا أن تلتهم الذباب وتساعد في السيطرة على أعدادها.
– هل الذباب جيد لأي شيء؟
راقب عن كثب في المرة القادمة التي تكون فيها بالخارج، وقد تفاجأ بعدد الذباب الذي يزور الزهور للحصول على الرحيق. إنها مجموعة مهمة من الملقحات، والعديد من النباتات تحتاج إلى الذباب لمساعدتها على التكاثر.
ويعد الذباب أيضا مصدرا جيدا للغذاء للضفادع والسحالي والعناكب والطيور، لذا فهي جزء مهم من النظام البيئي.
كما أن لدى بعض أنواع الذباب استخدامات طبية أيضا. وعلى سبيل المثال، يستخدم الأطباء دودة ذبابة النفخ – الشكل الصغير غير الناضج من الذباب – لإزالة الأنسجة المتحللة في الجروح. وتطلق اليرقات عصائر مضادة للفيروسات ومضادة للميكروبات، وساعد ذلك العلماء على ابتكار علاجات جديدة للعدوى.
والأهم من ذلك، أن ذباب الفاكهة الذي ربما رأيته يطير حول الموز الناضج في مطبخك، لا يقدر بثمن في الأبحاث البيولوجية. ويدرس علماء الطب الحيوي من جميع أنحاء العالم ذباب الفاكهة لإيجاد أسباب وعلاجات للأمراض والاضطرابات الوراثية.
وقال الباحثان رافيندرا بالافالي-نيتيمي، باحث ما بعد الدكتوراه، وجيمي ثيوبالد، أستاذ مشارك في العلوم البيولوجية من جامعة فلوريدا الدولية، إنه في المختبرات تجري دراسة كيف يبدو العالم للحشرات، وكيف تستخدم رؤيتها للطيران. ويمكن لهذه المعرفة أن تلهم المهندسين لبناء روبوتات أفضل.
المصدر: ساينس ألرت