لأولئك الذين لا يجيدون قراءة ما بين السطور.. الرباط قصة أخرى؟!
لقد تم استهداف الرئيس السابق بدعوى استعادة “الأموال المنهوبة” لإرغامه على أحد أمرين : الانضمام إلى جوقة المطبلين أو التواري عن الانظار والمنع من ممارسة السياسة . وبقوة وعزيمة رفض السير مع القطيع فتم وأد المنطق وبدّلت نخب الفساد جلودها في مأمورية تملق جديدة تقتضي التنكر لماضٍ كانوا شركاء في رسم تفاصيله ، وديس على دستور البلاد بسجن الرئيس الذي سنّ قوانين محاربة الفساد وكرّس التناوب السلمي على السلطة ، من أجل هدف واحد ووحيد هو إقصاء الرجل عن المشهد السياسي !
بعد عامين اعتقد الجميع أن الأمر قد قضي ، سكتت خلية التأزيم عن الكلام المباح ، ابتلع الكل ألسنتهم وما عاد أحد يطالب باستعادة “الأموال المنهوبة” وبدأ شهريار في ترتيب بيته الداخلي بعد ما آوى إليه “معارضة” الشتات والتيه ، وعلى حين غرة ودون سابق إنذار تفاجأ الجميع بطائر الفينيق يولد من رماد احتراق الصمود ، الرئيس السابق في قلب البيت الداخلي المراد ترتيبه ، عزيز حاضر وبقوة في المطبخ السياسي من خلال حزب الرباط !
رُفعت الجلسة إلى حين والرباط اليوم مالئ الدنيا وشاغل الناس ، وبخطى ثابتة واثقة يفرض نفسه كرقم صعب في المشهد السياسي لا يمكن تجاوزه ، بقيادة وطنية حكيمة وشريفة ، وجيل جديد من الساسة الشباب لم يستفيدوا يوما من مناصب ولا أعطيات ولا يرون السياسة كمصدر تربح شخصي بقدر ما يفهمونها وسيلة و آلية لبناء أمة و النهوض بوطن .. لا مجال فيها لعهد سياسة المقعد الشاغر ، ولا المفاوضات من تحت الطاولة ولا الصفقات المشبوهة وسياسة الترضية ثم الإسكات ، ببساطة لأنها ليس لديها ما تخفيه ، فالحِمل همّ وطن ومصير أمة ستستمر هذه الأصوات و تزداد و تتسع لتقول و بصوت عال للمحسن أحسنت و المسيء أسأت ، لتتصدى للمتملقين و المطبلين المجاهرين بولائهم لمرجعية الكرسي ، و ستسعى لصناعة رأي على طريقتها الخاصة..الولاء لمن يخدم اكثر لا لمن يتحكم أكثر..
ذلكم هو الرباط وأولئك هم أبناء وبنات الرباط ، يعرفون جيدا ماذا يريدون رغم ما قيل وما يقال ، ليسوا في عجلة من أمرهم ، حددوا الهدف بشكل دقيق وهم إليه سائرون ..
فاصبروا وصابروا وكابروا ، فعزيز من الرباط وإلى الرباط وفي الرباط باقٍ ويتمدد ، حاضر في هذا البلد ، ما أراد ذلك ، ومرحلة حكمه فصول كاملة نُقشت وسطرت في تاريخه يستحيل أنْ تمّحي أو تندثر .
بشير بياده