الأيام التشاورية في ظل الإرادة السياسية / محمد سالم حبيب
وهو قبل هذا وذاك هدي نبوي يهدي للتي هي أقوم ينبغي الأخذ به في كل الأوقات وفي كل الأحوال.
ومن آكد تلك الأحوال وأكثرها إلحاحا، واقع تعليمنا الذي وصل الرمق الأخير.
أمام هذه المأساة، كان لابد من البحث عن آلية مناسبة للتشاور والمطالبة بفعل شيء ما حيال هذا الواقع والبدء فيه بأسرع ما يمكن.
لم يزل الأمر على هذا الحال، والتوجه العام أن هذا التشاور سيتم – والقوم في ذاك بين مصدق ومكذب – إلى أن كان لهم ما أرادوا في ظل السلطة السياسية القائمة.
تنادى أبناء هذا الوطن من كل فج عميق زرافات ووحدانا لنقاش السبل الكفيلة بحلحلة هذا الواقع.
بدأت الأيام التشاورية، بل وانتهت في جو طابعه الهدوء والمسؤولية والإيجابية، وكان لحصافة بعثات الإشراف الدور الكبير في ذلك، مما يشي بحسن الاختيار ( على الأقل هذا ما كنت شاهدا عليه في ولاية كوركول).
لا أتذكر أن شيئا يمكن أن يقال عن التعليم ومساراته المختلفة إلا قيل في هذه الأيام الأربع، بل ربما تكررت وتقاطعت الكثير من الأفكار ضمن المحاور التي تم التعرض لها في الورشات التي تم توزيع المشاركين عليها، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
“المسار اللغوي” و”البعد التحفيزي” وهو أمر طبيعي.
تُوِّج ذلك بتقرير نهائي على المستوى الجهوي كزبدة لما توصل إليه المشاركون، بمعية فريق من المشاركين سِمتهم التنوع من مؤطرين ومدرسين ونقابات ورابطات آباء التلاميذ ومنتخبين…
مما أعطى انطباعا هو الأخر بأن الجهة المشرفة على هذا العمل لم تأل جهدا في سبيل خروجه بأبهى حلة دون إقصاء لأحد، وليُسمع نبض الشارع السائد جهويا كما هو.
يضاف لذلك الحرية التامة التي تمتع بها المشاركون في طرح أفكارهم دون خطوط حمراء ونقاشها، فإن تنادى الجميع للفكرة بِها ونعمت، وإلا سجلت على أنها رأي شخصي.
هذا إضافة إلى إمكانية أن يكتب كل مشارك أفكاره الخاصة، ويسلمها لأي مقرر لإلحاقها بالتقرير العام.
ولعدم إمكانية حضور الجميع لهذه المشاورات ولئلا تفوّت الفرصة على أي كان، بادرت الوزارة مشكورة بفتح منصة لهذا التشاور، ستمكن كل ذي رأي – ممن لم يحضر لهذه الورشات- بمشاركته على هذه المنصة التي يمكن وصفها بأنها كانت عامل ثراء وقيمة مضافة لهذا العمل.
بعد كل هذا الجهد الجهيد الذي يذكر، فيشكر للقائمين على هذا العمل، لم يتبق إلا الشق الآخر الذي يضع كل هذه الاقتراحات حيز التطبيق والتنفيذ، ألا وهو الإرادة السياسية للسلطات العليا.
إرادة أعتقد أنها موجودة بل ومتأكد منها لظهور بوادرها.
مما يجعلنا بانتظار تلك اللحظة بفارغ الصبر، للقفز بتعليمنا خطوات نحو تنمية مستدامة لاشك ستكون لها انعكاساتها السريعة والشاملة والبادية للعيان أنَّى يممت وجهك.