حانت لحظة التعديل الوزاري / سهلة بنت أحمد زايد
الوضعية الحالية التي تعيشها البلاد تستدعي مراجعة شاملة لعمل الجهاز الحكومي وخططه لمواجهة الوباء خصوصا القطاعات المعنية بالأزمة بشكل مباشر والتي كانت سببا في وصولنا إلى هذه الحالة.
إن الهفوات والأخطاء المسجلة في عمل هذه القطاعات وما نتج عنها من مشاكل كبيرة تبين بشكل جلي أهمية مراجعة جوانب العمل من خلال خطط محكمة وجهود ميدانية تعتمد العمل الميداني بدل التخبط والصراخ والعويل الذي طبع الكثير من مراحل الفترة الماضية.
ومن جهة ثانية فإن التمكس بشخصيات فشلت في إدارة هذه الأزمة على رأس قطاعات محورية يهدد بنسف كل الآمال التي علقها المواطنون على برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والآمال العريضة التي عبر عنها الجميع عشية إعلان تولي معالي الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا هذا المنصب المحوري.
إن قطاعات مثل الصحة والتعليم العالي والداخلية وغيرها باتت تشكل عقبة في وجه الإصلاح المنشود وكان على هؤلاء الوزراء امتلاك الشجاعة اللازمة وتقديم استقالتهم لافساح المجال أمام غيرهم من القادرين على إدارة الأزمة الحالية والتطبيق الحرفي لبرنامج الرئيس.
لقد أقنع وزير الصحة الحكومة منذ البداية بثنائية تعتبر الأفشل لمواجهة الوباء وهي ثنائية تموج بين فرض حصار شامل وترك الناس تموت جوعا في بيوتها، أو رفع القيود وترك الوباء يجتاح البلاد، ولم يترك الوزير مجالا لدراسة خطط أخرى بديلة أكثر فاعلية تمزج بين الإجراءات الوقائية المحكمة والبرامج الاجتماعية الهادفة إلى معالجة الآثار الإجتماعية الناتجة عن جائحة كرونا.
بينا عمل وزير التعليم العالي على رفع راية بيضاء في وجه الأزمة، ملوحا بسنة بيضاء خطط لها حتى قبل الكارثة وترجمها عبر سلسلة من الأفعال منها قطع منح بعض الطلاب ومنع البعض الآخر من التسجيل في الجامعة، وتركت الداخلية عشرات المتسللين يدخلون البلاد من الجهات الأربع رغم خطورة الوضع وهو الأمر الذي تسبب في عودة الوباء للبلاد بعد أن غادرها.
علاوة على ذلك أطلقت هذه القطاعات العنان لعمليات فساد كبرى نتمنى أن تصلها قاطرة التحقيق في يوم الأيام لاستعادة الأموال العمومية المنهوبة، وهي أمور مجتمعة تجعل من غير المنطقي الحفاظ على هكذا أشخاص.
حان الوقت لضخ دماء جديدة تستطيع إحداث تغيير ينتظره الجميع منذ بعض الوقت وبث رسالة قوية أن عهد الأصنام الوزارية قد انتهى وحانت لحظة المراجعة والتقييم والتي من خلالها يمكننا الحفاظ على من يبذل جهده من أجل رفعة الوطن واستقراره، ونرمي بعيدا بالمتكاسلين والعاجزين عن انجاز أي شيء يذكر.
إن حملات مواقع التواصل الاجتماعي التي يركز عليها البعض اليوم، ويهمل في المقابل العمل الميداني تبرهن بشكل جلي ميول البعض إلى العشوائية أكثر من تركيزه على تسيير قطاعات أي تكاسل أو تراخي في عملها قد يجعل مستقبل الوطن أمام علامة استفهام.