شيخا بيديا.. الأب الروحي للكرة الموريتانية

يعد الرياضي الراحل، شيخا ولد بيديا، الأب الروحي لكرة القدم الموريتانية، نظرا للدور المهم الذي لعبه لنشر اللعبة في مجتمع محافظ، طالما اعتبر الرياضة بشكل عام مضيعة للوقت والمال.

وقد تأسس الاتحاد الكروي الموريتاني، مطلع ستينات القرن الماضي، وتعاقب عليه عدد كبير من الرؤساء.

وكل منهم حاول على قدر استطاعته بناء مجتمع كروي فعال، معتمدا على الإمكانيات المتاحة، غير أن فترة شيخا بيديا كانت الأكثر أهمية، نظرا لما تحقق فيها من مكاسب.

واستلم ولد بيديا اتحاد الكرة بداية التسعينات، وعمل على بناء اللعبة من الصفر، في غياب المستلزمات الضرورية لتطوير العمل.

وأقنع المسؤولين بأن الاستثمار في الكرة مسألة ضرورية، لتنميتها وإيصالها للجميع، ففرضت الدولة على جميع مؤسساتها الوطنية تأسيس فرق لكرة القدم.

وهكذا تم تأسيس أندية رياضية قوية، من أمثال موريتل والخطوط الجوية واسنيم والميناء والجمارك، إضافة إلى الفرق التابعة للمؤسسات العسكرية، وهي الشرطة والحرس والدرك والجمارك والجيش.

ثمار النجاح

وخلال فترة وجيزة، أصبح مشروع ولد بيديا يعطي ثماره على أرض الواقع، فبات الدوري يلعب بانتظام لأول مرة، كما يشارك المنتخب الموريتاني في المنافسات القارية والإقليمية، ويحقق نتائج مقبولة، فضلا عن اهتمام عدد من الأندية الخارجية، بضم بعض اللاعبين المحليين.

وفي الوقت الذي بدأ فيه المجتمع الموريتاني يتقبل كرة القدم، بشكل نسبي، أُعلن عن وفاة ولد بيديا في حادث سير مؤلم، لينزل الخبر كالصاعقة على قلوب الجماهير.

وكان رحيله بمثابة انهيار للمشروع الكروي الموريتاني الوليد، وعودته لنقطة الصفر، مع أن المنتخب بعد ذلك بفترة قصيرة، كاد أن يتأهل لبطولة أمم إفريقيا، ووصل لنهائي غرب القارة، لكن ذلك يعد من حصاد ما زرعه شيخا في حياته.

ولم تقف الكرة الموريتانية بعدها على قدميها، مع أنها عرفت هيكلة شاملة، واُسند اتحادها لرجال أعمال بارزين.

واستمر الوضع كذلك، حتى وصول أحمد يحيى لرئاسة الاتحاد، في عام 2011، والذي جاء بمشروع يشبه إلى حد ما مشروع بيديا، الذي حظي بعد وفاته بالعديد من التكريمات الرسمية والشعبية، وتمت تسمية أقدم ملاعب العاصمة نواكشوط باسمه.
كوورة

زر الذهاب إلى الأعلى