وزير الخارجية الهولندي يدعو لتعزيز التسامح مع الدّين والمعتقد
دعا وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، إلى بناء الجسور وتعزيز التسامح مع الدّين والمعتقد، مؤكّدًا “من واجبنا الجماعي ضمان عدم تعرّض النّاس في جميع أنحاء العالم للعنف أو التمييز أو التخويف بسبب عقيدتهم أو معتقداتهم”.
واستهلّ الوزير ستيف بلوك مداخلته في المؤتمر الدولي الّذي نظمته مملكة هولندا في مدينة لاهاي، حول مكافحة التعصب الدّيني أوّل أمس، بالمجزرة المأسوية الّتي شهدها مسجدين بمدينة كرايس تشرش في نيوزيلندا، وقال: “علمنا من نشرات الأخبار أن رجلًا قام بإطلاق النار في مسجدين في كريس تشرش بنيوزيلندا، ليقتل بلا رحمة واحدًا وخمسون شخصًا منهم أطفال”، مشيرًا إلى أنّه “من بين الأسباب الّتي تجعلني أتذكّر ذلك اليوم بكلّ وضوح ما حدث بعد هذا الهجوم الإرهابي، وهو تجمّع الآلاف من النيوزيلنديين من مختلف الخلفيات والعقائد والأعراق لحضور صلاة جماعية، حدادًا على المسلمين الـ 51 الّذين قتلوا”، مثمنًا موقف رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن الّتي “أظهرت زعامة حقيقية من خلال التحرّك السريع لطمأنة المجتمع الإسلامي، من خلال إحكام قوانين السلاح في البلاد”، إلى جانب الموقف المشرّف للمسلمين في نيوزيلندا الّذين عوّضوا الغضب بالتسامح.
وأبدى بلوك تشاؤمه من الكراهية الّتي تسود المعمورة، وقال “إنّنا نشهد اتّجاهًا عالميًا واضحًا من العنف الدّيني المتزايد الّذي يؤثّر تقريبًا على كلّ مجموعة من النّاس” بسبب “انتشار الكراهية بين الأديان والمعتقدات وداخلها؛ وكذلك الكراهية تجاه الّذين غيّروا دينهم”، وأضاف: “وحتّى في بلدي، كانت هولندا معروفة منذ وقت طويل بتسامحها وشمولها، إلّا أنّ البعض يواجه الكراهية بسبب خلفيتهم العرقية ودينهم”. وتابع: “عالم شهد فيه أكثر من ربع بلدان العالم، وفقًا لمنتدى مركز بيو للأبحاث حول الدّين والحياة العامة، وقوع أعمال عدائية واسعة الانتشار، بدافع من الكراهية الدّينية في عام 2018”. مؤكّدًا أنّ هذا “يُبيّن بوضوح أن التعصب لا يقتصر على أيّ جزء معيّن من العالم”.
وأشار المتحدث إلى أنّه “منذ الهجوم الإرهابي في كرايس تشيرش، وقعت هجمات عديدة في أماكن أخرى، بما في ذلك في كولومبو وكابول وآخرها في هاله في ألمانيا”، وأضاف: “وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام: “لقد قُتِل اليهود في المعابد اليهودية؛ وأطلق النار على المسلمين في المساجد، وتعرّضت أماكنهم الدّينية للتخريب؛ وقُتِل المسيحيون في الصّلاة، وأحرقت كنائسهم”، وتابع: “أخشى أن أضيف إلى القائمة: الملحدون، الّذين يواجهون الاضطهاد أو حتّى عقوبة الإعدام. في بعض الأحيان بسبب أفعال يرى البعض أنّها “غير لائقة” بالنسبة للدّيانة”.
وحثّ المسؤول الأوّل للدبلوماسية الهولندية على استغلال الثورة الرقمية “التي غيّرت بشكل جذري الطريقة التي يتمّ بها تقاسم الأفكار، بما في ذلك الأفكار الدّينية”، وأضاف “يستطيع راعي الكنيسة وإمام المسجد في نيجيريا أن يُبشِّر الجمهور العالمي عبر ‘يوتيوب’، وأن يلهماه بشكل إيجابي”؛ وتابع: “ويمكن للعلماء الدّينيين تبادل الآراء بشأن النصوص المقدسة”.
وعلى النقيض من ذلك، يؤكّد السيد ستيف “كان داعش فعّالًا بلا هوادة في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لنشر وحشيته ونشر أفكاره الهدامة، كما كانت الكراهية الجماعية ضدّ مسلمي روهينغيا تتغذّى إلى حدّ كبير على شبكة الإنترنت”، مشيرًا إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي “يمكن أن تتسبّب في الضّرر، كما أنّها تشكّل أيضًا قوّة للخير”.