نحن لا نأخذ العلم بالرجال / الدكتور إسحاق الكنتي
نحن لا نأخذ العلم بالرجال
ولكننا نأخذ الرجال بالعلم، كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه… وحين نزل قوله تعلى..”اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.” (التوبة31)، لاحظ عدي بن حاتم أن النصارى ما كانوا يعبدون رهبانهم فجاءه الجواب الشافي من رسول الله صلى الله عليه وسلم..”حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا مالك بن إسماعيل = وحدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد = جميعًا، عن عبد السلام بن حرب قال، حدثنا غطيف بن أعين, عن مصعب بن سعد, عن عدي بن حاتم قال: أتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وفي عُنُقي صليبٌ من ذهب, فقال: يا عديّ، اطرح هذا الوثنَ من عنقك ! قال: فطرحته، وانتهيت إليه وهو يقرأ في ” سورة براءة “, فقرأ هذه الآية: (اتخذوا أحبارهم ورُهبانهم أربابًا من دون الله)، قال قلت: يا رسول الله، إنا لسنا نعبدُهم! فقال: أليس يحرِّمون ما أحلَّ الله فتحرِّمونه, ويحلُّون ما حرَّم الله فتحلُّونه؟ قال: قلت: بلى! قال: فتلك عبادتهم! = واللفظ لحديث أبي كريب.”
وتجد اليوم، على هذا الفضاء، من شباب الإخوان هداهم الله من يحاول لجم الناس عن إنكار منكر بيّن في فتاوى يعلمون بطلانها، ويدرك الغبي قبل العبقري تناقضها، بحجة أنها صدرت من عالم يعاملونه كما يعامل اليهود والنصارى رهبانهم!!!
فقد أفتى، فضيلته، في صوتية سجلها في نواكشوط بكفر حافظ الأسد والقذافي رحمهما الله، وبشار والسيسي نصرهما الله على الإرهابيين التكفيريين. حتى إذا انتقل إلى الدوحة وجلس أمام كاميرة الجزيرة أسقط السيسي من لائحة الكفار!
واضطربت فتاواه حول الشيعة باضطراب علاقاتهم بالإخوان؛ فقد كانوا إخوة لنا حين كانت صور نصر الله تملأ واجهات بقالات الإخوان وصيدلياتهم، وحين وصلت فتنة الإخوان إلى سوريا أصبح الشيعة كفارا أشد على الإسلام من اليهود والنصارى!!!
إندلعت الحرب في اليمن بين حنابلة وشافعية ومالكية وزيود، فزعم فضيلته أنه نام نوما هادئا عميقا فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، في مجلس ضم صحابيا جليلا، وعالما موريتانيا نحريرا… سأل الصحابي النبي صلى الله عليه وسلم عن الحرب في اليمن فأخبره، زعم فضيلته، أنها جهاد في سبيل الله!!!(نص الحلم موجود على الشبكة، ولم يتنصل منه الشيخ). فهل يجرأ أمي مسلم على زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أن فتنة بين مسلمين جهاد في سبيل الله! لم يدع أي من الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم، ولا من التابعين، ولا تابعيهم أن عليا وصحبه في حربهم ضد معاوية وجنده كانوا يجاهدون في سبيل الله، وما ادعى معاوية رضي الله عنه جهادا في حربه مع أمير المؤمنين. واتفق مؤرخو الإسلام على نعت ما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم بالفتنة. ثم يأتيك من ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عاصفة الحزم جهاد في سبيل الله!!!
أُدارت الأيام.. أُمرت الأيام… واختلف المجاهدون في العاصفة فأخرج الأعز منها الأذل، فغدت عند الشيخ إياه “عدوانا على المسلمين” يستوجب فتوى بمقاطعة دولة الإمارات العربية المتحدة قياسا لها على اليهود، والثلاثة الذين خلفوا!!!
مالكم كيف تحكمون!!! بأن ماجي حرام، وساعة موريتل حرام، والدجاج التركي حلال، وقتل المسلمين مع الناتو والتحالف الدولي في ليبيا وسوريا جهاد!!
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ…
لا يسع أهل العلم السكوت على الباطل مهما كان مصدره. ويتعين الأمر أكثر حين يصدر الباطل ممن تتخذه العامة إماما تقلده… فأين علماء الإخوان وفقهاؤهم وقادة الرأي فيهم؟ أين ولد البار، وابن مزيد، وولد الرباني، وسيدي عبد القادر ولد اطفيل خريج كلية الدعوة في الجماهيرية، وجميل منصور ومحمد محمود ولد سيدي خرجي المعهد السعودي… إني أستفتيكم، وأشهد الله عليكم، إلا بينتم للمسلمين، على هذا الفضاء الذي تنشطون فيه، مواقفكم النابعة من الشرع، في فتوى الددو وفئته بوجوب مقاطعة دولة الإمارات العربية المتحدة، على كل المسلمين.
أذكركم بقوله تعالى..”…. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.”