آلاف الزوار توافدوا على معرض الكتاب في اليوم الأول المقام في الجزائر
شهدت فعاليات اليوم الأول من معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الرابعة والعشرين التي انطلقت بشكل رسمي الأربعاء الماضي، توافد جمهور منقطع النظير على أجنحة الصالون، فحسب الملاحظ بلغ عدد الزوار الآلاف تزامنا وعطلة الاحتفال بعيد الثورة المصادف للفاتح من نوفمبر من كل سنة، في حين بدا الإقبال كثيرا على كتب التاريخ والروايات والكتب الدينية.
مع افتتاح معرض الكتاب أبوابه أمام الجمهور، الخميس، بدأ خلال الساعات الأولى وإلى غاية المساء، المئات بل الآلاف من الزوار يتوافدون على المعرض، قاصدين أجنحته الثلاثة، وبالأخص الجناح المركزي، حيث تتواجد دور النشر الكبرى المعروفة سواء الجزائرية منها “القصبة”، “الشهاب”، “ميم”، “الأمة”، “الحكمة”، “البرزخ”، “منشورات الوكالة الوطنية للنشر والإشهار”، وغيرها، أو العربية وبالأخص دور النشر اللبنانية والمصرية، إلى جانب دور النشر الأجنبية التي تركز على الكتب التعليمية والمعاجم واللغات وغيرها.
اكتظاظ وزحمة
كان المعرض مكتظا عن آخره والحركة بطيئة جدا والزحمة لا تنتهي، داخل أروقة الصالون وبين الأجنحة، وحتى خارجها ولا سيما في الممرات وأمام بوابات الدخول من الجهتين السفلية وأيضا العلوية المحاذية لموقف “الترام واي”، وكذلك أمام المطاعم والمقاهي المفتوحة على الهواء الطلق بباحات الصنوبر البحري (صفاكس).
ورغم الرهان على المبدعين الشباب وغياب أسماء أدبية كبيرة من الخارج في الصالون الـ24 بحسب برنامج المحافظة مقارنة بالطبعات السابقة غير أنّ الجمهور الفضولي وعشاق الكتاب، كانوا في الموعد خلال فعاليات اليوم الأول من سيلا 24، فالإقبال كان منقطع النظير على المعرض بصورة عامة، كما كان الاقبال داخل الأجنحة على الاعمال الأدبية وكتب التاريخ والكتب الدينية.
الشباب بقوة في المعرض
وخلال جولة لـ”الشروق” في المعرض، لاحظت أنّ المقبلين على المعرض أغلبهم من فئة الشباب ما يوحي أنه يوجد اهتمام كبير من هذه الفئة على القراءة وعلى خير جليس، فكيف لا وأنّ الصالون يستقبل كل سنة عشرات المؤلفين الشباب والمبدعين في مجال الكتابة الروائية والشعر رغم الانتقادات التي توجه لبعضهم على صعيد مضمون أعمالهم الأدبية، ما يعكس أنّ الشباب من الجنسين شغوف بالمطالعة وهو ما تعكسه أيضا تعليقات القراء الشباب على الكتاب الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تجمع تعليقاتهم على الحرص على جلسات البيع بالتوقيع، أو آخرين يروّجون على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “الفيسبوك” و”التويتر” و”الانستغرام”، لما اقتنوه في المعرض من إصدارات مختلفة ومتنوعة.
ويرتقب أن يتزايد عدد الوافدين إلى المعرض نهاية الأسبوع كما هو الحال في الطبعات السابقة، فأصبح المعرض موعدا ثقافيا مهما وفرصة لتبادل النقاش بين القراء والتقاء الكتاب والأدباء وحضور الندوات واللقاءات الفكرية والثقافية المنظمة ضمن فعالياته.
التاريخ والرواية والكتب الدينية..اهتمام الزوار
وخلال الجولة اقتربت “الشروق” من بعض زوار “سيلا”، وسألتهم حول المعرض والكتب التي يفضلون قراءتها، فقال “نجيب.ح” طالب جامعي: “جئت إلى المعرض في اليوم الأول حتى أظفر بالكتب التي أريد شراءها قبل نفادها ولو أنّ الأسعار مرتفعة قليلا”.
وأضاف المتحدث: “أطالع الأدب بصورة عامة وأحب قراءة الروايات، ولحد الآن في ذهني بعض العناوين سأقتنيها”.
وأشار المتحدث إلى أنّ “التوافد الكبير للمواطنين اليوم على المعرض يدل على أنّ الجزائري يقرأ ويفند بشكل كبير الآراء التي تقول إنّ الجزائري لا يقرأ”.
ولفت المتحدث إلى أنّ “الجزائري لا يقرأ ربما في محطات الحافلات أو الميترو أو الحدائق ولكن تجده قارئا نهما في المنزل”.
وبدورها، قالت “هدى.ك” طالبة جامعية من ولاية إليزي: “قطعت مسافات طويلة من أجل أن أعيش هذه اللحظات مع الكتاب والكتّاب”.
واستطردت قائلة: “سأقتني عددا معتبرا من الكتب وخاصة كتب التاريخ والثورة، لكوني مهتمة بهذا المجال”.
وتأمل المتحدثة أن تنظم وزارة الثقافة طبعة استثنائية من معرض الكتاب في إحدى الولايات الجنوبية حتى يتمكن سكان ولايات الجنوب من عيش الحدث وتقريب الكتاب إليهم واقتناء المؤلفات التي يريدونها”.
وبحسب المتحدثة “المسافة البعيدة جدا والظروف، تمنع العشرات من القدوم إلى المعرض المقام بالعاصمة”.
وبالمقابل، لم يخف أحد الزوار وجدناه عند دار نشر محلية تبيع الكتب الدينية، ميوله للكتب الدينية المتنوعة لمؤلفين جزائريين وعرب ومسلمين. وقال المتحدث: “وجدتني الآن أمام هذا الكم الكبير من الكتب، أبحث عن كتب الفقه والتفسير”.
وفي سياق آخر شكل المعرض بالنسبة للبعض فرصة لكسب القوت والظفر بعمل مع الناشرين وبالنسبة لبعضهم الآخر فرصة لالتقاء أصدقائهم والتقاط صور السيلفي للذكرى والترويح عن النفس بالنسبة للعائلات..إلخ.